فصل: (سورة البقرة: الآيات 210- 211):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{وَمِنَ النَّاسِ} الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم {مِنَ} مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة على قوله: {فمن الناس} لاستيفاء أقسامهم {يَشْرِي نَفْسَهُ} فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به والجملة صلة الموصول {ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ} مفعول لأجله وما بعده مضاف إليه {وَاللَّهُ} الواو استئنافية واللّه مبتدأ {رَؤُفٌ} خبر {بِالْعِبادِ} الجار والمجرور متعلقان برءوف {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} تقدم إعراب نظائرها {ادْخُلُوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {فِي السِّلْمِ} الجار والمجرور متعلقان بادخلوا والجملة استئنافية {كَافَّةً} حال من الواو في ادخلوا ومن السلم لأنه يذكر ويؤنث {وَلا} الواو عاطفة ولا ناهية {تَتَّبِعُوا} فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل {خُطُواتِ الشَّيْطانِ} مفعول به ومضاف إليه {إِنَّهُ} أن واسمها {لَكُمْ} جار ومجرور متعلقان بعدو {عَدُوٌّ} خبر {مُبِينٌ} صفة والجملة تعليلية لا محل لها. {فَإِنْ زَلَلْتُمْ} الفاء استئنافية، وإن شرطية، وزللتم فعل ماض وفاعله وهو في محل جزم فعل الشرط {مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ} الجار والمجرور متعلقان بزللتم وما مصدرية مؤولة مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة وجاءتكم البينات فعل ومفعول به وفاعل {فَاعْلَمُوا} الفاء رابطة لجواب الشرط واعلموا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط {أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} أن واسمها وخبراها سدت مسد مفعولي اعلموا.

.[سورة البقرة: الآيات 210- 211]:

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (211)}.

.اللغة:

{الظّلل} جمع ظلّة بضم الظاء، وهي كل ما أظلّك، مثل ظلال جمع ظلّ.
{الْغَمامِ} السحاب الأبيض الرقيق، وهو مظنّة الرحمة، ويغطي السماء ويغيّر لونها. ومن عجيب أمر الغين والميم أنهما إذا وقعتا فاء وعينا للكلمة دلتا على معنى التغطية وحجب الشيء وإخفائه، ومنه غمد السيف أي قرابه الذي يخفيه، وتغمّد اللّه فلانا برحمته ستره، وغمره الماء غطاه، وأرض غمقة تغمرها الأنداء، وعن عمر بن الخطاب: إن الأردنّ أرض غمقة وإن الجابية أرض نزهة، وغم الهلال اختفى. وهذا من الأعاجيب.

.الإعراب:

{هَلْ} حرف استفهام معناه الإنكار والتوبيخ {يَنْظُرُونَ} فعل مضارع مرفوع والواو فاعل ومعناه ينتظرون، أو ينظرون من النظر {إِلَّا} أداة حصر {أَنْ يَأْتِيَهُمُ} أن حرف مصدري ونصب وهي وما في حيزها في تأويل مصدر مفعول ينظرون، والجملة مستأنفة مسوقة لتوبيخ المحجمين عن الإسلام أو الزّالون المخطئون {اللَّهُ} فاعل يأتيهم {فِي ظُلَلٍ} الجار والمجرور متعلقان بيأتيهم {مِنَ الْغَمامِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لظلل {وَالْمَلائِكَةُ} الواو عاطفة والملائكة عطف على اللّه {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} عطف على يأتيهم داخل في حيز الانتظار، ولك أن تجعلها جملة مستأنفة {وَإِلَى اللَّهِ} الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بترجع {تُرْجَعُ} فعل مضارع مبني للمجهول {الْأُمُورُ} نائب فاعل {سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ} سل فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت وبني مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وإسرائيل مضاف إليه وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف والجملة استئنافية {كَمْ آتَيْناهُمْ} كم اسم استفهام في محل نصب مفعول به ثان لآتيناهم وآتيناهم فعل وفاعل ومفعول به أول وجملة آتيناهم في موضع المفعول الثاني لسل لأنها معلقة عن العمل عاملة في المعنى. وإنما علقت سل وليست من أفعال القلوب لأن السؤال سبب العلم فأجري السبب مجرى المسبب في ذلك. وأجاز بعضهم أن تكون كم خبرية وفي ذلك اقتطاع للجملةالتي هي فيها {مِنْ آيَةٍ} تمييز كم الاستفهامية وإذا فصل بينها وبين مميزها فالأحسن أن يؤتى بمن. واختلف في من فقيل: هي زائدة، واختاروا في حواشي المغني أن تكون بيانية والتمييز محذوف. ومن آية: متعلقان بالفعل. وسيرد المزيد من هذا البحث في باب الفوائد {بَيِّنَةٍ} صفة وجملة: {سل بني إسرائيل} مستأنفة للتنديد ببني إسرائيل الذين يكفرون بنعمة اللّه ويبدلونها {وَمَنْ} الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لزيادة التقريع وإقامة الحجة عليهم، ومن شرطية في محل رفع مبتدأ {يُبَدِّلْ} فعل الشرط {نِعْمَةَ اللَّهِ} مفعول به {مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال وما مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة، وجاءته فعل ماض ومفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره هي {فَإِنَّ اللَّهَ} الفاء رابطة لجواب الشرط وإن واسمها {شَدِيدُ الْعِقابِ} خبرها وجملة أن وما بعدها في محل جزم جواب الشرط الجازم.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {في ظلل من الغمام} مجاز مرسل علاقته السببية، لأن الغمام مظنّة الرحمة أو العذاب وسببهما، فمنه تهطل الأمطار، وقد تنشأ السيول المتلفة الجارفة، وتنزل الصواعق المهلكة.

.الفوائد:

أورد ابن هشام فصلا في إعراب هذه الآية فلخصه فيهما يلي لأهميته:
قوله تعالى: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية} إن قدرت من زائدة فكم مبتدأ أو مفعول لآتينا مقدرا بعده، وإن قدرتها بيانا لكم كما هي بيان لما في {ما ننسخ من آية} لم يجز واحد من الوجهين لعدم الراجع حينئذ إلى كم، وإنما هي مفعول ثان مقدم مثل: أعشرين درهما أعطيتك وجوز الزمخشري في: كم أن تكون خبرية، أي أن ما سبق كله بناء على أن كم اسم استفهام. وهذا مقابله ثم قال: ولم يذكر النحويون أن كم الخبرية تعلق العامل عن العمل، وجوز بعضهم زيادة من وإنما تزاد بعد الاستفهام بهل خاصة، وقد يكون تجويزه ذلك على قول من لا يشترط كون الكلام غير موجب مطلقا، أو على قول من يشترطه في غير باب التمييز، ويرى أنها في: رطل من زيت وخاتم من حديد زائدة لا مثبتة. اهـ.
هذا وتأتي كم على قسمين: استفهامية وخبرية، وسيرد الكثير من أبحاثهما في هذا الكتاب.

.[سورة البقرة: آية 212]:

{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (212)}.

.الإعراب:

{زُيِّنَ} فعل ماض مبني للمجهول {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} الجار والمجرور متعلقان بزين، وجملة كفروا صلة الموصول لا محل لها {الْحَياةُ} نائب فاعل {الدُّنْيا} صفة للحياة والجملة مستأنفة مسوقة للتنديد بمن جعلوا الدنيا وما فيها من متع خلوب هدفهم فيها {وَيَسْخَرُونَ} معطوفة على جملة زين، ويحتمل أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف، أي وهم يسخرون فيكون من عطف الاسمية على الفعلية، للإشعار بأنه أتى بالأولى فعلية دلالة على التجدد والحدوث {مِنَ الَّذِينَ} الجار والمجرور متعلقان بيسخرون {آمَنُوا} فعل وفاعل والجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الذين {وَالَّذِينَ} الواو عاطفة والذين مبتدأ {اتَّقَوْا} الجملة صلة الموصول {فَوْقَهُمْ} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر الذين {يَوْمَ الْقِيامَةِ} متعلق بما تعلق به الظرف {وَاللَّهُ} الواو استئنافية واللّه مبتدأ {يَرْزُقُ} فعل مضارع وفاعله مستتر يعود على اللّه لفظ الجلالة والجملة خبر لفظ الجلالة اللّه {مِنَ} اسم موصول مفعول به {يَشاءُ} فعل مضارع والجملة صلة من {بِغَيْرِ حِسابٍ} الجار والمجرور متعلقان بيرزق.

.البلاغة:

في هذه الآية مفارقة في الجمل، فقد عبر عن زينة الحياة الدنيا في نظر الذين كفروا وعن سخريتهم من المؤمنين بالفعلية إشارة إلى الحدوث، وإن ذلك أمر طارئ لا يلبث أن يزول بصوارف متعددة.
أما استعلاء الذين اتقوا عليهم فهو أمر ثابت الدّيمومة لا يطرأ عليه أي تبديل.

.[سورة البقرة: آية 213]:

{كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)}.

.الإعراب:

{كانَ النَّاسُ أُمَّةً} كان واسمها وخبرها {واحِدَةً} صفة {فَبَعَثَ} الفاء عاطفة على جملة مقدرة اختصارا وإيجازا، أي كان الناس متفقين على الحق فاختلفوا فبعث. والكلام مستأنف مسوق للدلالة على كيفية الاختلاف السائد بين الناس والزيغ المؤدي إلى التفريق بينهم، وذلك بدلالة ما بعده وبعث فعل ماض {اللَّهُ} فاعل {النَّبِيِّينَ} مفعول به {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} حالان والثاني معطوف على الأول {وَأَنْزَلَ} عطف على فبعث {مَعَهُمُ} ظرف زمان متعلق بمحذوف حال من {الكتاب} أي وأنزل الكتاب مصاحبا لهم وقت الإنزال {الْكِتابَ} مفعول به {بِالْحَقِّ} جار ومجرور متعلقان بأنزل والباء للملابسة، أي أي أنزله إنزالا ملتبسا بالحق {لِيَحْكُمَ} اللام للتعليل ويحكم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل ولام التعليل ومجرورها المؤول متعلقان بأنزل أيضا {بَيْنَ النَّاسِ} الظرف المكاني متعلق بيحكم، والناس مضاف إليه {فِيمَا} الجار والمجرور متعلقان بيحكم {اخْتَلَفُوا} فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة ما الموصولية {فِيهِ} الجار والمجرور متعلقان باختلفوا {وَمَا} الواو عاطفة وما نافية {اخْتَلَفَ} فعل ماض {فِيهِ} الجار والمجرور متعلقان باختلف {إِلَّا} أداة حصر {الَّذِينَ} فاعل اختلف {أُوتُوهُ} فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل هو المفعول الاول والهاء مفعول به ثان {مِنْ بَعْدِ} الجار والمجرور متعلقان باختلف {مَا} مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر مضاف إليه، أي من بعد مجيء البينات {جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ} فعل ومفعول به مقدم والبينات فاعل مؤخر {بَغْيًا} مفعول لأجله، أي حسدا منهم، وقيل: حال مؤولة، وليس ببعيد {بَيْنَهُمْ} الظرف المكاني متعلق بمحذوف صفة لبغيا {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} الفاء عاطفة وهدى فعل ماض واللّه فاعل والذين وصلتها مفعول به {لِمَا} الجار والمجرور متعلقان بهدى وما موصولية {اخْتَلَفُوا} فعل وفاعل والجملة صلة ما {فِيهِ} الجار والمجرور متعلقان باختلفوا {مِنَ الْحَقِّ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من ما {بِإِذْنِهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الذين آمنوا، أي: مأذونا لهم فهو حال من المفعول به {وَاللَّهُ} الواو استئنافية واللّه مبتدأ {يَهْدِي} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو يعود على اللّه تعالى، والجملة في محل رفع خبر اللّه {مِنْ} اسم موصول مفعول به {يَشاءُ} الجملة صلة الموصول لا محل لها {إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} الجار والمجرور متعلقان بيهدي ومستقيم صفة.

.البلاغة:

في هذه الآية الكريمة فن القلب، وهو شائع في كلامهم، ومثل له السّكاكي والزمخشري والجوهري بقوله تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} والأصل فيه: ويوم تعرض النار على الذين كفروا. كما مثلوا في الشعر بقول عروة بن الورد:
فديت بنفسه نفسي وما لي ** وما آلوك إلا ما أطيق

والأصل فديت نفسه بنفسي، فالمفدي نفس المحبوب، والمفدي به نفس الشاعر، لا العكس كما هو ظاهر البيت، وبقول المتنبي:
وعذلت أهل العشق حتى ذقته ** فعجبت كيف يموت من لا يعشق

لأن أصله كيف لا يموت من يعشق، والصواب خلافه. وأن المراد أنه صار يرى أن لا سبب للموت سوى العشق. وفي الآية التي نحن بصددها قال أبو جعفر الطبري: وإنما معنى ذلك: فهدى اللّه الذين آمنوا للحق فيما اختلف فيه من كتاب اللّه الذين أوتوه، واللّه تبارك وتعالى إنما خاطبهم بمنطق العرب، ومثل له أبو جعفر بقول النابغة الجعدي:
كانت فريضة ما تقول كما ** كان الزّناء فريضة الرجم

وإنما الرجم فريضة الزنا.

.[سورة البقرة: آية 214]:

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)}.

.اللغة:

{زُلْزِلُوا} أزعجوا إزعاجا شديدا شبيها بالزلزلة بما أصابهم من الهول والفزع. وتكرير الزاي واللام إشعار بتكرير الإزعاج مرّة بعد مرة. وقد ألمع ابن جنّي في كتاب الخصائص إلى هذا الباب وسماه قوة اللفظ لقوة المعنى، كما ذكره ابن الأثير في كتاب المثل السائر.
وخلاصة ما قرراه أن اللفظ إذا كان على وزن ثم نقل إلى وزن آخر أكثر منه فلابد من أن يتضمن من المعنى أكثر من الذي تضمنه، فاخشوشن تدل على زيادة الخشونة أكثر من خشن، واعذوذب الماء تدل على زيادة العذوبة أكثر من عذب، وسيأتي الكثير من الأمثلة في هذا الكتاب.
{حَسِبْتُمْ} حسبت زيدا قائما أحسبه من باب تعب، أي بكسر السين في الماضي وفتحها في المضارع، في لغة جميع العرب، إلا بني كنانة، فإنهم يكسرون سين المضارع مع كسر سين الماضي أيضا على غير قياس، حسبانا بالكسر، بمعنى ظننته. وحسبت المال حسبا من باب قتل، أي بفتح السين في الماضي وضمها في المضارع، أحصيته عددا وفي المصدر أيضا، وحسبانا بالضم.